نام کتاب : تفسير الثعلبي (الكشف والبيان) نویسنده : الثعلبي جلد : 1 صفحه : 278
وقيل : بمعنى المعزّ
فعيل بمعنى مفعل بيانه قوله (وَتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ)[١].
وقيل : هو
القوي بيانه قوله (فَعَزَّزْنا بِثالِثٍ)[٢] أي قوّينا. فأصل العزّة في اللّغة الشدّة يقال تعزز لحم
النّاقة إذا اشتدّ ويقال : عزّ عليّ أي شقّ عليّ وأشتد ، وأنشد أبو عمرو :
أجد إذا ضمرت
تعزّز لحمها
وإذا نشد
بتسعها لا تيئس
فاستجاب الله
دعاء إبراهيم وبعث فيهم محمّدا سيّد الأنبياء ولذلك قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إنّي عبد الله في أمّ الكتاب لخاتم النبيّين وإنّ
آدم لمجدل في طينة [٣] وسوف أنبئكم بذلك دعوة إبراهيم وبشارة عيسى عليهماالسلام قومه ، ورؤيا أمي التي رأت إنّه خرج منها نور أضاءت له
قصور الشام وكذلك ترى أمّهات النبيّين» [١١٢] [٤].
سعيد بن سويد
عن العرياض بن سارية قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم في قوله تعالى : (وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ
مِلَّةِ إِبْراهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ) الآية.
وذلك إن عبد
الله بن سلام دعا ابني أخيه سلمة ومهاجر إلى الإسلام فقال لهما : قد علمتما إنّ
الله عزوجل قال في التوراة : إنّي باعث من ولد إسماعيل نبيا اسمه
أحمد فمن آمن به فقد اهتدى ورشد ومن لم يؤمن به فهو ملعون ، فأسلم سلمة وأبى
مهاجرا أن يسلم فأنزل الله تعالى. (وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ
مِلَّةِ إِبْراهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ) أي يترك دينه وشريعته.
يقال : رغب في
الشيء إذا أردته ورغبت عنه إذا تركته.
وأصل الرّغبة :
رفع الهمّة عن الشيء وإليه يقال : رغب فلان في فلان وإليه إذا همّت نفسه إليه ،
والأصل فيه الكرة فمعنى قوله تعالى (وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ
مِلَّةِ إِبْراهِيمَ) أي يرفع همّته عنها (إِلَّا مَنْ سَفِهَ
نَفْسَهُ).